خرج الاولاد مسرورين في رحله مدرسية لزيارة حديقة الحيوان يستقلون سيارة المدرسة.في الحديقة تجمع الاولاد حول بيت فرس النهر_او السيد قشطة_كماهو معروف.كان بعض الاولاد المشاغبينفعملواعلى مضايقة فرس النهر.غاص فرس النهر في البركه الماء المخصصة له في حديقه الحيوان و هو متاخر من جمهوره المتفرجين.راح يتمتم قائلا : لا ، لا أريد رؤيتكم . إنكم تزعجوننى بأفعالكم وتصرفاتكم . لم يكن سهلا على فرس النهر أن يهزأ المتفرجون به ، ويقذفونه بالقشور والأحجار. اضطجع فى الماء ولم يخرج إلى رأسه . وظل بعيدا عن مضايقة الأولاد ، ولم يهتم بهم . بعد ان تفرق الجمهور ، أقبل صبى متلهف على رؤيه فرس النهر ، فوجده بعيدا ، لايظهر منه إلا رأسه . قال : يا عزيزى فرس النهر ، من فضلك هل تسمح بأن تظهر جسمك؟ فأنا أود من كل قلبي ان اراك . لما لم يتحرك فرس النهر ، فكر الصبى فى نفسه : ربما كان نائما ولم يسمعنى . ولكن فرس النهر سمعه جيدا ، وقد مر عليه زمن طويل لم يسمع احدا يكلمه بمثل هذا الأدب وهذه المودة . لذلك بادر فرس النهر وأخرج جسمه من الماء ، فهتف الصبى قائلا : آه ! كم هو كبير ولطيف ، وما أجمل عينيه . قدم الصبى قطعه كعك لذيذه ، فأكلها فرس النهر بشهية . وقال الصبى برقة : هل تسمح لى يا فرس النهر أن ألمس جسمك؟ سبح فرس النهر نحو سياج الحوض ، وسمح للصبى أن يلمس جسمه . قال فرس النهر : تعال لزيارتى متى شئت يا صديقى . ثم غاص في الماء .